ساحل السنديان على الفيسبوك

الاثنين، 28 سبتمبر 2015

ممدوح صبري عدوان - مصياف قيرون

 ممدوح صبري عدوان (1941 - 2004)

 كاتب وشاعر ومسرحي سوري ولد ممدوح عدوان 23 نوفمبر/تشرين ثاني عام 1941 في قرية قيرون بالقرب من مصياف، وتخرج من جامعة دمشق - قسم اللغة الإنجليزية 1966، وعمل صحفيّاً (في جريدة الثورة) منذ 1964، لكنه كتب المقالة في العديد من الصحف السورية والمجلات العربية حتى وفاته.
ومنذ أن وعى الحياة وهو يحمل اسمين أحدهما موجود في الوثائق وآخر يناديه به الأهل في القرية، والثاني هو الاسم الذي اشتهر به أدبياً.فعند ولادة ممدوح قرر الأهل تسميته بمدحت وفعلاً تم ذلك وأصبح يطلق على والده صبري اسم أبو مدحت إلا أنَّ أحد الأعيان أشار إليه بضرورة تغيير الاسم زعماً منه بأنَّ اسم مدحت هو اسم تركي ويجب تغييره بسبب المآسي التي عاناها الشعب السوري إبان الحكم العثماني لسورية، فاشتهر بعدها باسمه المعروف ممدوح.
ولم يعرف ممدوح باسمه الحقيقي إلا عندما التحق بالمدرسة الابتدائية وهناك اكتشف اسمه، ولكنَّ الناس بقوا يعرفونه باسم مدحت الذي أصبح لا يستعمله إلا عندما يزور القرية.
وقد بدأ نشر الشعر منذ عام 1964 في مجلة الآداب اللبنانية والمجلات العربية الأخرى. وترك ورائه 26 مسرحية مطبوعة قدمت على المسارح في سورية وفي دول عربية متعددة.كما نشر 17 مجموعة شعرية في دور نشر سورية وعربية، ومجموعتي "مختارات" نشرتا في القاهرة. كما نشر 30 كتاباً مترجماً عن الإنكليزية في الأدب والفكر والمسرح.وأصدر ستة كتب نثرية حول هواجسه في الأدب والفن والحياة عامة.
كما درّس مادة الكتابة المسرحية في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق منذ عام1992


من شعره :

         الشهيد

مشيت والصديق دمعتين
مشيت والصديق دربه الطويل
لكنني رجعت وحدي موحشاً
مشيت هذا الوجع المزهر مرتين
كنا نسير فوق حلم دامع
كنا نسير خطوتين.. خطوتين
نحمل أسرار الشباب
كي نكابد الزمان
وبغتة...
فاجأني بأنه شهيدنا الجميل
ومن يظن أن هذا العابر الساهمَ
يحمل الشهيد فيه سراً كالقتيل؟!
***
الطلقة التي توغلت إلى القلب دماً
واستأثرت بسره
لم تترك الفرصة للتوديع
أو للآه
لم تمهل التفاتة الدهشة أن تتم
لم تسمح له بذكر أمه
وذكر الله
الطلقة التي توغلت إلى القلب دماً
كنظرة صاعقة الإغراء
مزقت الأرض التي تحملنا
ضاع على شظية منها
وضاع ما تواعدنا عليه في البكاء
فضعت بين بين.
كنت مع الشهيد مرتين
في مرة حيّاً
ومرة سما ضوءا
وبغتة
يصير نهراً هادئاً
والموت إذ يأتيه جائعاً وظامئا
تصير ضفتاه وجبتين
الطلقة التي أتت واستأثرت بسرّه
أعطته وهجاً صاعقاً أراده
لو كنت أدري أن شيئاً طارئا
يجعله ضوءاً لكنت أنتبهْ
كنت تشبّثت بوجهه وعمره
بحلمه وسره
كنت إذن أهتم به
لكنه كان صموتاً خائفا
وكان جائعاً وعاشقا
وكنت، مثله، مكبل اليدين
***
حملته وسرت،
قال لي: تدفنني!
أبيت وانسربت في الزحام
كان الدم النازف يرسم الطريق
نحو أيام حلمنا
أن ترمم الغد الذي تصدّعا
وحينما وصلتها
ولم تكن سوى ركام خامد تجمّعا
سألني: "تدفنني؟"
فقلت: هذي الأرض قبر واسع
وفيه نستلقي معا.
____________
من ديوان: للخوف كل الزمان

0 التعليقات:

إرسال تعليق