ساحل السنديان على الفيسبوك

الأحد، 7 أغسطس 2016

رحل وديع اسمندر و بقيت روحه ترفرف فوق هذه البراري

في الطريق الى قيرون ..  أواخر ثمانينات القرن الماضي.. كنت انا وهو والطريق والكثير من أشرطة العتابا الفريده التي كان قد جمعها من حياة كامله ..وشريط نادر عباره عن طبل وزمر لاادري كيف استطاع ان يحصل عليه ...
قبل أن تلوح لنا مصياف كنا نسمع شريط الطبل والزمر .وهو يحاول أن يدبك جالسا على مقعد السياره ..صرخ بي بصوت عال وقف على اليمين ..وقفت ..فتح باب السياره ورفع صوت المسجل الى آعلى مستوى ..وبدأ يدبك كزوربا حول السياره .. أمسكت بيده على موهبتي الضعيفه في الدبكه حتى تصبب عرقا ...قال لي في السجن كنا محرومون من الدبكه (ولو دبكنا كان ممكن يحبسونا مؤبد على أساس أننا مبسوطين )
كان يقول لي ليك ( الحياة متل كر قبرصي لازم تضل راكب عليها ) أحسن ماتركب عليك
مئات القصص والذكريات.. سهرنا  كثيرا على روايته الخميس الحزين التي تشرفت  بإنجازغلاف لها  أحَبَهُ كثيرا
أنا لن أنعيك ياوديع
لأني متأكد من أنك لاتموت
في الحياة : أكبر مصادر فخرك كانت أنك ابن شهيد  كنت تعتز وتفخر ان ابيك استشهد في حرب 48 قلت لي يوما ( تخيل واحد يروح من الزياديه ويستشهد بفلسطين )
في السياسه كنت شريفا نظيفا صادقا محقا  لاتعرف ابواب السفارات ولا تعنيك كل منظمات حقوق الإنسان مثلك الأعلى في الحصول على الحقوق والدفاع عنها كان غاندي
في المحنه : بقيت كما أنت مع الوطن . التراب  الماء الهواء والإنسان   ونسيت نعم نسيت لم يعرف قلبك أي من أنواع الحقد أوالإنتقام
في قصتك الرحله ( كان الغجر يأتون الى ضيعتنا صيفا للمقايضه . نعطيهم تينا وخبزا يابسا مقابل الفرح والغرابيل وكانت روحي تفرح لسماع طبولهم تقرع بين الوديان )
في قصتك اللبش ( الى شهداء لقمة الخبز من عمال البحر في ميناء جبله ) أهدي هذه المجموعه
في ( نارا ) وليالي الصيادين كنت الى جانب الفقراء والمحتاجين
وهاهو جسدك الطاهر يسجى الى جانب فقراء قريتك الذين أحببتهم وأحبوك
لكن روحك ستبقى هائمة بين هذه الوديان تُسْمِعنا صوت طبول الغجر بعد أن هجروا ودياننا ..وأصبحنا نبيع الخبز في تنانير على الطرقات
ستبقى روحك ترفرف  فوق هذي البراري وتلقي على الأرض السلام ...

الفنان: منصور إبراهيم 

0 التعليقات:

إرسال تعليق