ساحل السنديان على الفيسبوك

السبت، 6 أغسطس 2016

وديع اسمندر.... الاديب الذي عشق قلمة حتى الرمق الأخير فأبدع

تختزل مسيرة الأديب والسيناريست الراحل وديع اسمندر حياة كاتب عشق قلمه حتى الرمق الأخير فارتبط معه إلى درجة التماهي لأنه رآه وسيلته لمخاطبة الناس والتعبير عما يجيش في دواخله من مشاعر وأفكار وتجليات.

رفض اسمندر كل الإغراءات المادية للعمل وفق ما تمليه عليه شركات الإنتاج واعتبر ذلك خيانة لقلمه بأن يجعله مستباحا لرغبات الآخرين لا لفكره هو فظل راضيا بما حققته من إنجازات اعتبرت على قلتها من أبدع ما أنتجته الثقافة السورية في العقود الثلاثة الأخيرة.

لم يمنع تقدم الراحل بالسن وتجاوزه السبعين عاما أن يظل يعمل لأيامه الأخيرة كما يقول عن ذلك ابنه مضر رئيس دائرة المتابعة البرامجية في قناة الفضائية السورية في حديث مع سانا الثقافية حيث أعرب عن حزنه الشديد لفقدان والده الذي علمه وأخوه إياد معنى حب الوطن والارتباط بالأرض.

ويصف مضر طباع وشخصية والده الراحل مبينا أنه كان مرحا يحب الحياة والناس والاجتماع بهم ويرى فيهم مبعثا للفرح والتفاؤل وكان في نفس الوقت قويا وشجاعا يدافع عن آرائه بكل جرأة وحزم.

وعن علاقة والده بمدينة جبلة مسقط رأسه قال مضر “كانت تربطه علاقة تاريخية بمدينة جبلة حيث عمل صيادا في مينائها مذ كان طالبا في الصف السابع ولمدة 7 سنوات وأهدى روايته “اللبش” إلى جميع أصدقائه من الصيادين في الميناء”.2

عشق اسمندر للمعرفة جعله يدرس أكثر من تخصص علمي كما يبين ابنه حيث درس في قسمي التاريخ والصحافة بجامعة دمشق فكانا منبرين انطلق منهما إلى عالم الأدب والشعر ليعمل لاحقا في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بصفة “قارئ نصوص” بدائرة التمثيليات في إذاعة دمشق ثم انتقل ليعمل في دائرة الأخبار كمعد للنشرة ثم ككاتب وسيناريست للعديد من المسلسلات الإذاعية والتلفزيونية.

ويكشف مضر عن المشاعر المتدفقة التي كان يكنها أبوه لجبال دير ماما التابعة لمصياف مسقط رأس الكاتب والشاعر والمسرحي الراحل ممدوح عدوان الذي كانت تربطه به علاقة قرابة وزمالة وثيقة.

ويستعرض مضر عددا من الأعمال التي تركها والده الراحل حيث كتب العديد من الروايات منها “اللبش” و”دموع السقف الحجري” و”سيرة رجل ما” و”الخميس الحزين” إضافة إلى مجموعة قصصية بعنوان “الرأس” كما اشتهر بكتابة السيناريوهات لعشرات التمثيليات الإذاعية والمسلسلات التلفزيونية منها “عطر البحر” و”رجل بلا حدود” و”القاضي والجلاد” و”الشمعة والدبوس” و”حارة الباشا” و “عشرة عمر يا بحر” والسلسلة الإذاعية “عالم المسرح” وكتب سيناريو فيلم الأطفال “النجمة وأحلام أسامة” الذي حاز جوائز دولية في مهرجانات ببلغاريا وألمانيا وتونس.

أصدقاء الراحل من الشعراء عبد الكريم الناعم و علي كنعان ومحمود عبد الكريم الذين عبروا عن بالغ الحزن والأسى لرحيل اسمندر رأوا أنه غادر عالمنا بالجسد ولكن فكره النير والوقاد والذي تجلى فيما كتبه سيبقى حيا ينير العقول ويدفئ القلوب.

المصدر : سانا اللاذقية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق